عملت الجمعية الألمانية لتعليم الكبار على تطوير برنامج لتدريب مدربين ومختصين وخبراء في مجال تعليم الكبار قادرين على البناء على خبرة الجمعية الألمانية لتعليم الكبار والمؤسسات المحلية للعمل مع المؤسسات والأفراد العاملين في مجال التعليم والتدريب، وذلك من خلال تأهيل مجموعة من المستشارين والمدربين ليساهموا في تطوير المعرفة والممارسة في تعليم الكبار وفق نهج تشاركي وتفاعلي وتحرري.
وجرى إطلاق مسار تدريب المدربين في مجال تعليم الكبار والتعليم المستمر في فلسطين في عام 2015، استهدف 15 من المدربين الأكفاء من مؤسسات المجتمع المدني والمستقلين، والذين يملكون خلفيات مختلفة حول التعليم والتطور المؤسساتي، من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وتم تنفيذ التدريب بشكل مكثف في الأردن وعبر الفيديو كونفرنس مع قطاع غزة، وإستكمال ذلك بورشات مرافقة ومتابعة مع المستشارين بشكل دوري.
واتبعت في التدريب المنهجيات التالية:
- كان مسار التدريب محرراً من التلقين وأنماط العمل التقليدية وانتهج الطرق الخبراتية التجريبية في التعامل مع المضامين حتى تلك المتعلقة بالقضايا المهنية، وقد جمع المسار بين العناصر الذاتية والمهنية والمجتمعية ليسمح لكل مشارك لاستكشاف قدراته ودوره ومواطن قوته والجوانب التي يحتاج لتطويرها والعمل عليها لتحسين مهاراته في التوجيه والاستشارة والمساهمة في بناء جو إيجابي داعم للعمل والإنتاج.
- العمل على تطوير الوعي الشخصي والمجتمعي، وعلى تعلم آليات تطوير القدرة على التواصل مع الذات ومن ثم مع الآخرين، وقد جاء اختيار هذا الشكل من العمل ليؤكد على أن كل منا وحدة مركبة ومتكاملة ولكل عنصر أثر ودور في بناء عناصر أخرى.
- تعميق الوعي الذاتي، فالعمل مع الناس بحاجة لفهم الذات لمعرفة أثر الديناميكيات المتبادلة على النفس، فمن المهم أن يتعامل الشخص مع نقاط شخصية حساسة ونقاط الضعف ضمن بيئة آمنة قبل أن يخرج للعمل.
- العمل في الحاضر والموجود، فنحن نستمد المادة التعلمية مما يحصل في الحاضر وما هو موجود ضمن المجموعة، فنأخذ الأقوال وردود الفعل من المشتركين ضمن الفعاليات لتكون هي مركز التحليل والتعلم. لأنها اللحظات التي تمدنا بأكثر المعلومات صدقً وواقعية.
- مهارات في الإرشاد والتوجيه، صياغة الأسئلة، الإصغاء وفهم الأسئلة والملاحظات، توصيل الرسالة بشكل واضح ومختصر، الوعي والتغلب على معيقات الاتصال والتعامل مع إزعاجات المجموعة، التعامل مع الأسئلة الصعبة والحرجة.
- تحفيز الدافعية للعمل من خلال استكشاف الحافز الشخصي والمجتمعي، ربط العالم الشخصي لكل فرد في المجموعة مع أهمية التغيير المجتمعي والمؤسساتي، وذلك بهدف رؤية أثر السلوك الشخصي على الحيز العام.
- تحليل المؤسسات وفهم السلوك التنظيمي، وهو مركب أساسي لتطوير قدرة المشاركين على ربط السلوك التنظيمي مع التغيير المجتمعي والتربية التحررية، وإكسابهم أدوات ومهارات لبناء مسار تغيير في المؤسسات على مستوى الإدارة والطاقم التنفيذي.
تحافظ الجمعية الألمانية لتعليم الكبار على تقديم تدريبات وورشات متخصصة في أساليب تعليم الكبار عبر المشاريع المنفذة مع الشركاء المحليين، بما يضمن تطبيق نهج تعلم الكبار في البرامج التدريبية والتعليمية والأنشطة والفعاليات التي تنفذها الجمعيات المحلية الشريكة .
كما تم تطوير المنهاج العالمي لتعليم وتعلم الكبار على مستوى دولي من قبل الجمعية الألمانية لتعليم الكبار DVV International والمعهد الألماني لتعليم الكبار DIE، وهو منهاج مركزي مبني على ثقافات متعددة لتدريب معلمي/ ميسري/ مدربي الكبار في كافة أنحاء العالم. ويحتوي المنهاج على 5 وحدات رئيسية تصف المهارات والكفايات اللازمة للمدربين لإنجاح مساقات وبرامج تعليم الكبار، وتركز هذه الوحدات على:
- الوحدة الأولى: التعامل مع مفهوم تعليم الكبار.
- الوحدة الثانية: نظريات تعليم وتعلم الكبار.
- الوحدة الثالثة: الاتصال وديناميات الجماعة.
- الوحدة الرابعة: طرائق وأساليب تعليم الكبار.
- الوحدة الخامسة: تخطيط وتنظيم وتقييم برامج تعليم الكبار.
في فلسطين، نفذت الجمعية الألمانية لتعليم الكبار في عامي 2016 و2017 تدريباً للمدربين الرئيسيين في المنهاج العالمي لتعليم وتعلم الكبار قدمته خبيرة دولية و هي إحدى المؤلفات الرئيسيات للمنهاج، تبعه مجموعة من التدريبات التي نفذها المدربون الرئيسيون لأول مرة باللغة العربية. حيث شارك ما يزيد عن 50 مدرب وميسر في تعليم الكبار من مختلف المنظمات والقطاعات المزودة لتعليم وتعلم الكبار.
وتسعى الجمعية بالتعاون مع الشركاء الفلسطينيين، وبشكل أساسي مع وزارة التربية والتعليم العالي وكلية دار الكلمة الجامعية، لنشر المنهاج العالمي لتعليم وتعلم الكبار إلى مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية من خلال الحصول على اعتماد رسمي له كدبلوم مهني ،كما وبشكل المنهاج العالمي لتعليم الكبار الإطار الارشادي والمرجعي لمدربي وميسري تعليم الكبار.