بالشراكة مع كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، تنفذ مؤسسة التعاون الدولي التابعة للجمعية الألمانية لتعليم الكبار في فلسطين، وبالتعاون مع ثمانية مراكز مجتمعية لتعليم الشباب والكبار في الضفة الغربية وقطاع غزة مشروع "حكايا من فلسطين". يستمر المشروع لثلاث سنوات (ابتداءً من بداية تشرين ثاني 2020 وحتى نهاية تشرين أول 2023)، بتمويل مشترك من الإتحاد الأوروبي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية. يأتي المشروع متسقاً مع رؤية المؤسسة في ترسيخ الثقافة الفلسطينية ضمن منهجيات التعليم المحلية وكجزء أساسي من تشكيل مكونات الهوية الفلسطينية، بحيث يعتمد جوهر المشروع في الاستفادة من مساحات التقاطع الكبيرة بين مجالي الثقافة والتعليم من أجل إشراك مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في عمق العمل الثقافي والفني، وإكسابها الأدوات اللازمة لبناء منهجيات التعليم الثقافي لتحسين الظروف الحياتية وتحقيق خطوات نحو الوصول إلى تنمية محلية تكون فيها القيم الجوهرية هي العدل والحرية، ضمن سياق عالمي يزداد صعوبة على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ومن هذا المنطلق، فإن المشروع يهدف بشكل عام على تعزيز مشاركة المجتمع المدني الفلسطيني في الحفاظ على الثقافة الفلسطينية والترويج لها.
أما هدف المشروع المحدد هو تعزيز مساهمة المراكز المجتمعية لتعليم الشباب والكبار في المناطق الريفية المهمشة والأقل تعرضاً لمختلف أشكال التعبير الفني والثقافي في احتضان التعليم والفعل الثقافي.
يطمح مشروع "حكايا من فلسطين" في تحقيق أهدافه من خلال ثلاث مراحل، يندرج تحت كل مرحلة فعاليات تفصيلية تصب في تحقيق الأهداف الشمولية:
المرحلة الأولى: العمل على تقوية وبناء قدرات المراكز الثمانية المجتمعية لتعليم الشباب والكبار في تقديم التعليم الثقافي وإدارة الأنشطة الفنية والثقافية المختلفة، والتي تعمل على ترويج الموروث الثقافي المحلي، وتشرك الشرائح المجتمعية المتعددة، وترفع من شأن قيم احترام التنوع الثقافي، ويندرج تحتها:
• تصميم نماذج لمنهاج تعليم ثقافي.
• بناء قدرات العاملين في المراكز المجتمعية الشريكة.
• تدريب 40 فنان/ فاعل ثقافي في المواقع المختلفة.
• دعم خمس مشاريع ثقافية مدرة للدخل مع الشركاء المحليين.
المرحلة الثانية: تعزيز مشاركة المجتمعات المستهدفة في التعبير الثقافي والفني عبر زيادة فرص التعليم والفعل الثقافي عالي المستوى، ويندرج تحتها:
• مشاركة مئات من أفراد المجتمع المحلي في الفعاليات الثقافية المتعددة.
• عشرة مشاريع لتوثيق الموروث الثقافي المحلي.
المرحلة الثالثة: رفع الوعي العام حول الموروث الثقافي الفلسطيني والسردية الفلسطينية والعمل على ترويج الثقافة والتراث الفلسطيني، ويندرج تحتها:
• ثلاثة مهرجانات في ثلاث مدن فلسطينية.
• ستة مهرجانات في ست مدن أوروبية.
يعتبر مشروع "حكايا من فلسطين" إستمراراً لعمل مؤسسة التعاون الدولي التابعة للجمعية الألمانية لتعليم الكبار في المجتمعات المحلية، وعليه فإن المشروع يرتكز على عدة مفاهيم أهمها: تعزيز مفهوم الشراكة مع المجتمعات المحلية المستهدفة باعتبارهم الشريك الحقيقي الأول والذي يسعى المشروع لخدمتهم، وضرورة إنخراط المراكز المجتمعية لتعليم الشباب والكبار كفاعل أساسي في تبني وتقديم برامج التعلم الثقافي والحفاظ على الهوية والموروث الثقافي في فلسطين ضمن برامج أخرى عديدة آخذين بالاعتبار أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها اليونسكو كمرجعية، والتي تذكر التعليم بأشكاله المختلفة كواحد من أهم السبل لتحقيق التنمية العالمية المستدامة، بما فيها التعليم الثقافي.
في فلسطين، ومنذ تأسيس المراكز المجتعمية لتعليم الشباب والكبار، كانت نتائج كافة عمليات تحديد الاحتياجات المختلفة التي تمت تشير إلى أهمية عمل المراكز على تقديم التعليم الثقافي كجزء أساسي من برامجها. وقد طورت المراكز المجتمعية بالفعل في خططها الاستراتيجية التأسيسية رؤيتها لبرامج التعلم الثقافي والمجتمعي. كما أشارت استنتاجات وتوصيات دراسات تحليل الاحتياجات إلى أن "هناك حاجة ماسة لتوفير خدمات وأماكن ليس فقط لتقديم فرص للتعليم والتعلم والتأهيل والتوعية والتثقيف، وإنما أيضاً لتوفير مساحات لمشاركة المجتمع المحلي بمختلف فئاته في الحياة الثقافية وتعزيز الحفاظ على الموروث الثقافي المحلي ".
وحددت المراكز المجتمعية لتعليم الشباب والكبار أن من ضمن مبادئها الرئيسية: "الاعتماد على حاجات واهتمامات المتعلمين والمجتمع في تصميم برامج وخدمات المركز، الابتكار والإبداع في تقديم خدمات تعليم الشباب والكبار، واحترام التنوع في الثقافات واحترام الثقافة المجتمعية وتعزيز التضامن المجتمعي".
وبالتالي كانت النتيجة الطبيعية أن يكون برنامج التعلم الثقافي جزء أساسي من برامج المراكز المجتمعية لتعليم الشباب والكبار التي تضم:
• برنامج التحرر من الأمية.
• برنامج التمكين الشخصي.
• برنامج التعلم الثقافي.
• برنامج التعلم المجتمعي والمبادرات المجتمعية.
ومن هنا تكمن أهمية نشاط المركز المجتمعي لتعليم الشباب والكبار في توفير فرص للمجتمع المحلي للمساهمة في نشاطات ثقافية أصيلة تعبر عن هويته وقيمه ومساهماته الثقافية. وهو يقدم المزيد من الفرص ليمارس الأفراد حقهم في التعلم مدى الحياة، ويساهم في التطوير والتنمية المجتمعية والشخصية، وفي تحويل نظرة أفراد المجتمع وانخراطهم في التغيير المجتمعي الإيجابي وفي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتعزيز التضامن المجتمعي.