إن البيت العربي هو شراكة استراتيجية ومعمقة بين أربع شبكات تربوية عربية تجمع تحت مظلاتها مئات الفاعلين من المجتمع المدني في مختلف البلدان العربية. هذه الشبكات هي: الشبكة العربية للتربية الشعبية، الشبكة العربية لتعليم الكبار ومحو الأمية، الحملة العربية للتعليم للجميع، الشبكة العربية للتربية المدنية “أنهر”، وبشراكة ودعم من مؤسسة التعاون الدولي التابعة للجمعية الألمانية لتعليم الكبار. خلاصة القول، أنه على مدار سنوات طويلة، تراكمت نتاجات الحوارات المختلفة والجهود المشتركة بين الشركاء الخمسة حتى نضجت فكرة البيت العربي لتعلم الكبار والتنمية. وقد كان وجود تجمع عربي أسوةً بالجهات والأجسام الدولية والإقليمية الفاعلة في تعليم الكبار في مناطق أخرى من العالم مطلباً كما كان حاجةً واضحة.
لقد كان تأسيس البيت العربي لتعلم الكبار والتنمية “عهد” بمثابة التتويج والتجسيد لفكرة التفاعل الخلاق الذي يؤدي إلى نطاق أعمق من التفكير المشترك وتلاقي وتجاذب الأفكار، كمنطلق أو، وكسهل ممتنع.
البيت العربي لتعلم الكبار والتنمية يوفر مساحات ومسارات للتوسع في تلاقي وتشبيك الخبرات، لجعلها أكثر فعاليةً. وهو مرجعية لتعلم الكبار على مستوى الوطن العربي. المقصود من هذه المرجعية، أن يأتي إليها كل الفاعلين في موضوع تعلم الكبار ليضعوا خبراتهم ورؤاهم وليغيروها ويطوروها عبر التشبيك. بهذا المعنى فإن البيت العربي ليس بالمرجعية “المسالمة” وكفى، وإنما هو مرجعية مسالمة-تفاعلية. إن مقياس البيت العربي هو التقدم على عدة مستويات في موضوع تجديد وتطوير فكر وخبرات ومقاربات تعلم الكبار. وينطلق البيت العربي من نقاط قوة كبيرة تتمثل في إرادة المجموعة المؤسسة له من الشبكات والشركاء، بالإضافة إلى مجموعة المشاركين والمشاركات في مختلف سنوات الأكاديمية العربية. إذ أن الجهود المشتركة لكل هؤلاء وتفاعلهم من جهة، والحاجة الملحة في سياق العالم العربي، هي السند للاستمرار ومتابعة المسير.
البيت العربي هو منصة للتبادل والحوار بين التربويين، والخبراء، والمؤسسات، وصناع السياسات؛ من أجل تجديد فكر ومقاربات تعليم وتعلم الكبار، وتعزيز دور وقدرات تعليم الكبار كي يصبحَ مشروعًا نهضويًا وتربويًا وتنويريًا للعالم العربي. ويقوم البيت العربي “عهد” على منطلقات عامة للعمل تشمل تجديد الرؤى، وبناء القدرات والتطوير، وإعداد البحوث، ودعم وتطوير تعليم الكبار وتعلمهم، والمساهمة في عملية وضع وتطوير السياسات، وتطوير الممارسات الفضلى، وبناء الشراكات والتشبيك إقليميًا ودوليًا. كما يعمل على تعزيز إنتاج المعرفة عربيًا، وترسيخ شعار “صوت واحد لتعلم وتعليم الكبار لصالح التنمية” على أرض الواقع.
بعد التعاون الناجح بين الشبكات الأربع (الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار (ANLAE) ، مصر ؛ الشبكة العربية للتربية الشعبية (ANPE) ، لبنان ؛ الحملة العربية للتعليم للجميع (ACEA) ؛ والشبكة العربية للتعليم المدني (ANHRE) ، الأردن).) والتي يشار إليها باسم 4As بدعم من الجمعية الألمانية لتعليم الكبار قررت تنظيم حدث سنوي يسمى الأكاديمية العربية وهي سلسلة من المؤتمرات وورش العمل حول موضوع التعلم التشاركي في العالم العربي . يشمل التحليل المستمر والتفكير الذي بدأته الشبكات الأربعة و التبادل الموجه بين المشاركين ، وندوات التعلم الإلكتروني عبر الإنترنت ، وجمع الموارد ، وإمكانيات التنسيق المشترك.
كما تم تنظيم الأكاديمية العربية في 2017 و 2018 و 2019 من قبل الشبكات الأربعة وبدعم من الجمعية الألمانية لتعليم الكبار والتي أدى نجاحها إلى تعاون قوي بين تلك الشبكات، وأنطلقت فكرة إنشاء مؤسسة لاستضافة الأكاديمية العربية والأنشطة الإقليمية الأخرى للحفاظ على تأثيرها في المستقبل وكانت هذه المؤسسة هي البيت العربي لتعلم الكبار والتنمية حيث تستضيف الأكاديمية العربية منذ عام 2020.
أكاديمية IALLA للتدريب لأول مرة في الوطن العربي

للتأكيد على دور التعليم من أجل التغيير الاجتماعي ، تم دعوة أكادمية IALLA إلى العالم العربي في عام 2013 لأول مرة ، وتمت دعوة المشاركين العرب حوالي 30 من العاملين في قطاع تعلم وتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة في سبتمبر 2013 لمدة أسبوعين مع المؤسسات والاستراتيجيات والحملات الدولية، وكذلك كما هو الحال مع جماعات الضغط.
كانت IALLA 2013 و 2014 نقطة انطلاق لمزيد من التعاون من بين مقدمي خدمات تعلم وتعليم الكبا في العالم العربي. جاءت الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار (ANLAE) ، والحملة العربية للتعليم للجميع (ACEA) ، والشبكة العربية للتربية المدنية (ANHRE) ، وكذلك الشبكة العربية للتربية الشعبية (ANPE) عن كثب من قبل النهاية وخططت للعمل بشكل وثيق لاستكشاف فرص التعاون.
إقرأ المزيد...
التعاون مع الشبكات الإقليمية
كان الافتقار إلى نشاط الشبكات الإقليمية في الشرق الأوسط فيما يتعلق بتعلم الكبار وتعليمهم هو التحدي الرئيسي الذي أدركته الجمعية الألمانية لتعليم الكبار منذ أن بدأت العمل في المنطقة في عام 2010. في عام 2013 ، بدأت الجمعية الألمانية لتعليم الكبار في الشرق الأوسط سلسلة من الأنشطة الإقليمية لمعالجة هذه المشكلة مع شركائها من المجلس الدولي لتعليم الكبار (ICAE) وشبكات نشطة تعمل في مجال تعلم وتعليم الكبار والتعلم مدى الحياة معًا وتشجيع تبادل الخبرات والتعاون.