منهجيات تعليم الكبار في منطقة الشرق الأوسط

يُعد تعليم الكبار (ALE) أمرًا ضروريًا للنمو الشخصي والمهني وكذلك للمشاركة المجتمعية. تدعم الأساليب التعليمية المبتكرة عملية التعلم. قامت DVV International في الشرق الأوسط بتطوير نماذج تعليمية تعتمد على الحوار لتعزيز فرص التوظيف وأيضًا إلهام المشاركة المدنية الفعالة من خلال التفكير النقدي، والتعلم العملي، والتقنيات التشاركية. يتم تنفيذ نموذج المشروع في الأردن وفلسطين بالتعاون مع مؤسسات تعليم الكبار المحلية.
الأردن: مقاربات التفاكر – من تحديد الموارد والفرص إلى القدرة على الاستثمار فيها
التفاكر هو نهج مرن وقابل للتكيف مع مختلف سياقات التعلم والفئات المستهدفة المتنوعة. تم تطويره بواسطة DVV International في الأردن ويستخدم لتحفيز الأفراد من مختلف المجتمعات وتعزيز قدراتهم على الانخراط في التعلم المستمر والتطوير الذاتي، والبحث عن فرص العمل، أو المشاركة الفعالة في العمل المجتمعي.
يُعد التفاكر رحلة تعليمية يعمل خلالها الميسّرون مع المشاركين من خلال عملية تتمحور حول المتعلم وتعتمد على الحوار، مما يشجع المشاركين على التفكير النقدي وطرح التساؤلات وإعادة النظر في واقعهم. يتمثل الهدف الرئيسي لمقاربات التفاكر في تعزيز وعي الأفراد بأنفسهم وواقعهم ومحيطهم، ومساعدتهم على تحديد تحديات واحتياجات الحياة اليومية، وتحديد احتياجاتهم الشخصية، وفهم متطلبات سوق العمل والاحتياجات الأوسع المجتمع.
يمثل التفاكر نقطة تحول واعية للمشاركين لإعادة تعريف تطلعاتهم الشخصية، سواء كانت تتعلق بمزيد من التدريب المهني، أو النمو الشخصي، أو التطوير الريادي، أو المشاركة المجتمعية.
فلسطين: نهج المجاورات – منهج تمكيني لتوجيه المتعلمين الكبار (البالغين)
المجاورة هو نهج تعليمي للكبار مستوحى من فلسفة باولو فريري في التعليم الشعبي التحرري، وكذلك الفكر والممارسات التربوية الفلسطينية لخليل السكاكيني ومنير فاشة. تعني كلمة "مجاورة" حرفيًا "حُسن الجوار"، حيث يُنشئ هذا النهج بيئة من الجيران الذين يستمعون لبعضهم البعض، ويقدرون القصص، ويثمنون التجارب، ويتأملون معانيها للجميع.
تبنّت وطوّرت DVV International نهج المجاورة كطريقة لخلق فرص تعليم الكبار ذات الصلة والتي تستجيب للسياق الصعب للغاية في فلسطين. على مدار السنوات الماضية، قامت مراكز المجتمع المحلي للشباب وتعليم الكبار في غزة والضفة الغربية بتنفيذ هذا النهج.
في البداية، ركّزت المجاورة على تعزيز مفهوم "التعليم من أجل الأمل"، حيث كان من الضروري دعم المراكز بطريقة تساعد الناس في الحفاظ على الأمل بأن التعلم مدى الحياة والعمل الناتج عنه سيؤدي في النهاية إلى فرص أفضل. ثم تطورت منهجية المجاورة من استعادة الأمل إلى طريقة تشاركية وتمكينية لتوجيه تعلم البالغين. ومن بين الخدمات الأساسية التي حددتها مراكز ALE الشريكة لنفسها، لم يكن الأمر يقتصر على تقديم فرص التعلم، بل أيضًا توجيه المشاركين ليتمكنوا من الاستثمار الأمثل في تعلمهم.
التفاكر والمجاورة: أدوات قوية لإطلاق إمكانيات المتعلمين الكبار (البالغين)
أجرت مؤسسة التدريب الأوروبية (ETF) دراسات حالة لتقييم فوائد مناهج التعلم الخاصة بـ DVV International في الشرق الأوسط. وخلصت المؤسسة إلى أن "نهجي التفاكر والمجاورة يمثلان أدوات قوية لإطلاق إمكانيات المتعلمين البالغين وتعزيز صمود المجتمعات. من خلال التركيز على الحوار، والتفكير النقدي، والمنهجيات التشاركية، تساعد هذه الأساليب الأفراد على تطوير المهارات والثقة اللازمة للنجاح في عالم سريع التغير."